الزجل و الغيوان ليلة من ألف ليلة و ليلة بالجديدة
الزجل و الغيوان ليلة من ألف ليلة و ليلة بالجديدة
أنفاس بريس 24: متابعة
احتضن فضاء مسرح عفيفي بالجديدة مساء الجمعة 14 يوليوز 2023 أمسية فنية باذخة و عرس ثقافي بامتياز في ليلة غيوانية امتزجت فيها الموسيقى بالشعر و الزجل و استقطبت جماهير غفيرة تشكلت في غالبيتها العظمى من اهل الفن و الشعراء و الموسيقيين و المهتمين بالحقل الثقافي الذين حجوا الى الجديدة من مختلف المدن المغربية لحضور الحفل , بالإضافة إلى أعداد مهمة من الجمهور الكبير الذي ملأ القاعة عن اخرها.
الأمسية الموسيقية الشعرية المنظمة من طرف المديرية الإقليمية لقطاع الثقافة بالجديدة و سيدي بنور بشراكة مع جمعية أبناء مازغان فن و ثقافة بمناسبة اليوم العالمي للموسيقى , عرفت تنظيما جد محكم من المنظمين و تنفيد حرفي للبرنامج المعد قبلا , انطلقت الأمسية كما في تمام التاسعة و عشرون دقيقة و دامت ساعتين من الزمن تماما كما كان مخططا لها.
افتتح الحفل بعزف النشيد الوطني المغربي ثم كلمة ترحيبية من السيد المدير المحترم لمديرية الثقافة والشباب والتواصل بالجديدة وسيدي بنور الذي أكد مجددا استعداده للنهوض بالشأن الثقافي المحلي, كما شكر الجمعية صاحبة المبادرة و حثها على مواصلة عملها المشرق للمساهمة في إقلاع ثقافي حقيقي سيساهم لا محال في تنوير شباب الغد و تحفيزهم على الاهتمام بالموروث الثقافي المغربي باعتباره مكونا أساسيا للهوية المغربية. وتناول الكلمة ذلك كلمة رئيس جمعية أبناء مازغان الذي رحب بداية بالحضور وشكرهم على حضورهم المكثف بعدما قدم عبارات الشكر للسيد عبد العالي السيباري المدير الإقليمي لقطاع الثقافة والسيد هشام بهلول مدير مسرح عفيفي على دعمهم لفكرة الجمعية ومساعدتها على تحقيقها على أرض الواقع. كما وجه رسالة غير مشفرة للفاعلين الاقتصاديين و المجالس المنتخبة بكافة ربوع الإقليم حيث طلب منهم الاهتمام بالحقل الثقافي و الفني و اقترح أن تدعم الجماعات الترابية مباشرة الأنشطة الثقافية و الفنية و الاستغناء عن الدعم في شكل منح سنوية. لتعطي بعد ذلك الزجالة فاطمة بلعروبي التي سهرت باقتدار على تنشيط الأمسية و برعت في تقديم فقراتها(أعطت ) إشارة الفرح الأولي لمجموعة الغيوان مازغان التي فتحت شهية الحضور بقطعتين جميلتين من الثراث الغيواني الخالد ”الله يا مولانا” و ”الصينية” لتستأنف الأمسية يواقع قطعتين موسيقيتين من أداء المجموعة الرائعة الغيوان مازغان بين قصيدتين زجليتين. حيث تناوب على القراءت الزجلية زجالين لهم صيت مغربي وعربي يتقدمهم الزجال محمد لمسيح، الزجالة مليكة فتح الإسلام، الزجال عبد المجيد الباهلي أتحفوا الجمهور بأروع قصائدهم وشنفت أسماعهم و سبحت بمخيلتهم في عوالم حالمة تخاطب الروح و الوجدان.
الحفل عرف أيضا توقيع ديوان عريس الدالية للزجال محمد شحيم ,المشهود له على الساحة الزجلية بالإنسان والمبدع المحبوب ، حيث قرء المحتفى يه بعضا إحدى قصائد الديوان الزجلي الجديد مع قراءة نقدية في الديوان قدمها الناقد رضوان حريبش . و التزاما بمبادئها و وعيا من الجمعية بأهمية ترسيخ ثقافة الإعتراف, فقد توج الحفل بتكريم الفاعل الجمعوي و المبدع المتعدد المواهب حسن عطاري وكذلك تكريم القامة الأدبية الدكالية بوشعيب بوعزيز ”شعيب دويب” الذي برع في الكتابة بلغة موليير دون أن يغفل لعة الضاظ و هو أيضا فنان موسيقي و مسرحي، قبل تسليمهما أدرع التكريم والهدايا من طرف السيد عبد العالي السيباري المدير الإقليمي للثقافة أدلى في حقهما بكلمة مؤثرة و شهادة تؤكد أحقيتها و استحقاقها للتكريم.. الهدايا التذكارية كانت عبارة عن لوحتين تشكيليتين من إبداع الفنان التشكيلي العالمي عبد الكريم الأزهر ولوحتان فنيتان عبارة عن ”بورتريه” من إبداع الفنانة الواعدة الطفلة ياسمين الصابوني بالإضافة إلى هدايا أخرى من مثقفين وفنانين كعربون محبة ووفاء.
و قد كان مسك ختام الأمسية تتويج المشاركين بأدرع تذكارية و شواهد شكر و تقدير مسلمة من المديرية الإقليمية للثقافة و جمعية أبناء مازغان, حيث تراس عملية توزيعها الممثل القدير و مدير مسرع عفيفي السيد هشام بهلول بالإضافة الى عدد من كبار ضيوف الأمسية . لتعود مجموعة الغيوان مازغان لتختم الليلة بأغنيتي ”الماضي فات ”و”لهمامي” التي ألهبت حماس الجمهور وجعلته متشوقا لسماع المزيد. عموما, فقد حققت الأمسية الموسيقية الشعرية نجاحا باهرا سواء على مستوى الحضور الجماهيري الغفير الذي تجاوب مع الأغنية الغيوانية والقصيدة الزجلية الهادفة بشغف , أو على مستوى البرنامج العام ناهيك عن التنظيم الذي كان محكما و نال إعجاب الحضور.