الوجوه المختفية بين حدي اللون والمساحة للتجربة التشكيلية للفنانة انتصار الغربي من المغرب
الوجوه المختفية بين حدي اللون والمساحة للتجربة التشكيلية للفنانة انتصار الغربي من المغرب
أنفاس بريس 24 ؛ ذ-بوسلام حسن
اللوحة التشكيلية تنقلنا دائما من الرؤية البصرية التي تلتقط الألوان والاشكال الهندسية والمساحات البيضاء الفارغة ،الى رؤية بصيرية كاشفة للابعاد اللونية الموظفة والباحثة بين ثخوم الخطوط عن القلق التشكيلي الذي دفع الفنانة المرسمية إلى بنائه ، انها رحلة تتقاطع بين العين والذاكرة ،بين الكشف البصري والاستكشاف الفكري الذي يعيد اللوحة إلى جادة الصواب بعد أن تمردت بجنونها الفني على قواعد الواقع المألوف وحولتنا من بنية التوقع (المعنى المألوف) إلى بنية المفاجأة (المعنى المتواري خلف حركية اللون).
*الوجوه المختفية وراء الانكسار**. واناأقرأ اللوحات قراءة بصرية ،وجدتني اتساءل عن عدة توظيفات فنية وان كانت هاته الأسئلة تتضمن أجوبة او مؤشرات تفسيرية لغائية لا تظهر بسرعة بل هي منفلتة عن الإمساك في أول رصد بصري .
*ماسر توظيف هاته الالوان
الخجولة ،والباهتة او لنقول الباردة ،مع غياب الالوان التي فيها حرارة ،والالوان الترابية؟. *لماذا هذا التكثيف في بيانات الخطوط والذي يجعل العين في حيرة من امرها ؟. *ماهي الاحالات الدلالية في رسمنة الدوائر الصغيرة والتي بنينتها الفنانة على مساحات اللوحة ولم تترك فراغات ؟. أسئلة تمهد إلى ماقصدية دلالية ،تحجب عنا فوضى الألوان وتؤكد براعة الفنانة في خداع ابصارنا وتوهيمنا ببساطة الطرح المرسمي .
لنرجع إلى الأجوبة التي تفتح لنا أفق الابداع الذي يقف أمام هاته المشاهد ،،،، الألوان البسيطة والباهتة تنم عن الخوف الذي تعيشه الفنانة الخوف من شيء معين ،هذا الخوف الذي ترجمه اللون الخجول وجعلنا نسقط في فهم خاطئ لطبيعته ،،اذن الخوف من ماذا ؟ربما من العمر او من الزمان ،او من النظرات التي تنظر خلف الأفكار المسبقة عن الذات ،وهذا ما تؤكده الوجوه الكثير والتي ارادت الفنانة أن تخفيها في تلك الدوائر الصغيرة والتي تترجم حالة نفسية تعيش صدمة وقلقا وجوديا ،هي وجوه متعددة الأشكال ومختلفة النظرات تقبع بعيدة لتتمكن من زوايا نظرها تبحث هي الأخرى عن منافذ كي تطل منها على العالم وتعيش تناقضاته ،هو عالم مغلق بانغلاق الدوائر ،وانغلاق المساحات التي منها ستطل الفنانة المرسمية على حقائق هي قريبة من الإمساك بها بعيدة عن فهمها،هي رحلة بحث
ونبش في ثنايا اللون وبين مسالك الخطوط المزدحمة بالاسئلة الوجودية التي تبحث عن أجوبة مقنعة هناك على مشارف رمزية اللون واستعارة الخط وبلاغة الدوائر وحيرة التشكيل الذي يتأسس بانطباعية تعبيرية عميقة. استطاعت هاته الفنانة التشكيلية أن تقدم لنا وصفة مرسمية على طبق من ألوان مشبعة بالخجل الموسوم بالتواضع ،فرغم مانتوهم بساطتها إلا أنها عميقة على مستوى الرؤية الفنية وعلى مستوى الموقف الفكري.