أنفاس بريس 24: ذ : رشيد الوارتي / فاس
مونديال قطر 2022 كرس مفهوما جديدا في علاقات دول الشمال بدول الجنوب ؛ التي دائما ما كانت غير منصفة ومنطقية ليس فقط في الجانب الرياضي الذي نحن بصدده والذي نعيش على ايقاع نجاحاته واخفاقته ؛ بل المفهوم ينطبق أيضا على الجانب الاقتصادي والسياسي والاجتماعي فنظرة الدونية والاحتقار كانت ملصقة بدول الجنوب بل الاخطر من ذلك تم ترسيخها كمعتقد في مخيلة مواطن الضفة الجنوبية .
نبدأ أولا من التنظيم المحكم والناجح لدولة قطر التي تعتبر من الدول العربية والإسلامية وما تعرضت له من تهكم غربي ” منتخب ألمانيا ” ففي اعتقاد الغرب قطر لا تستحق تنظيم تظاهرة من قبيل تظاهرة كأس العالم رغم ما تحققه في مستوى مؤشر التنمية البشرية ؛لكن الرد كان قاسيا من هذه الدولة الإسلامية الآسيوية المؤهلة.
ثانيا الانتصار الذي حققه المنتخب السعودي الشجاع على رفاق ميسي ومنتخبهم المدجج بالنجوم مما أعطى روحا معنوية لكل المنتخبات العربية والإسلامية والافريقية .
ثالثا الانتفاضة التاريخية للمنتخب المغربي البطل الذي يسطر تاريخا حافلا حيث قلب المعادلة الرياضية وبات يتفنن في إسقاط منتخبات دول الشمال الواحد تلوى الاخر .
نفس الامر ينطبق على جميع الميادين الاقتصادية والاجتماعية والثقافية فبإمكان دول الجنوب مقارعة دول الضفة الأخرى وتحطيم الارقام والمؤشرات ؛ خصوصا وأنها تتوفر على كل الامكانيات الطبيعية والبشرية والاستراتيجية ؛ ويبقى فقط الجانب الرياضي حلقة من حلقات هذا المسلسل المترابط والمتواصل ؛ فالحلقات الأخرى ٱتية لا محالة في الطريق لتغيير الخريطة الرياضية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية بين الضفتين وترسيخ مبدأ الجد والاجتهاد و الانصاف بين شعوب العالم والقضاء نهائيا على نظرة الدونية والتجاوز .