قراءة نقدية لمسرحية شامة: بقلم :الطالب المسرحي: عثمان بنحدوا عوالم
قراءة نقدية لمسرحية شامة: بقلم :الطالب المسرحي: عثمان بنحدوا عوالم
أنفاس بريس 24: بقلم :الطالب المسرحي: عثمان بنحدوا عوالم
لقد أصبح الخزان المسرحي”المغربي”، زاخراً بعدد محترم من العروض المسرحية، التي تعالج موضوع الهيمنة الذكورية داخل الرقعة الأسرية، وكذا التشييء الذي يطال ثاء التأنيث، لكن ومع وحدة التيمة، نجد كل فرقة تمسرح الموضوع من الزاوية التي يَنظُر إليها مخرجها -مخرج كل فرقة مسرحية-، ونقصد بذلك التأسيس لفكرة واحدة، مع تعدد الرؤى الإخراجية، مما يجعلنا في الأخير أمام منتوجات فنية مسرحية متنوعة، إلا أنه في بعض الأحيان يستطيع المؤلف-المخرج أن يدرج موضوعات ثانوية تلعب وصالح الفكرة الرئيسة، وبعد تقديمنا لهذه التوطئة، سنحاول قدر الإمكان أن نتناول بالدرس والتحليل النقدي، عرضا مسرحيا تم وسمه ب”شامة”، من تأليف الأستاذ محسن زروال، إخراج الفنان عادل أبا تراب، وتشخيص كل من المبدع عبد الله شيشة، والرائعة حنان خالدي، والفنان جمال العبابسي، سينوغرافيا رشيد الخطابي.
وقبل أن نخوض غمار تحليل ثنايا العرض، يتوجب علينا لزامًا أن نقف مليا عند عنوان المسرحية -شامة-، التي لا تسمح لنا بأن نقدم إفتراضات وفلسفات حول الموضوع الذي سيناقشه العرض، لكن أقل ما يمكننا أن نقول عن لفظة -شامة-، هو أنه إسم علم مؤنث، -شامة- هي العلامة و الوشمة أو الرشمة كما جاء في جوف العرض، فالعنوان كما هو معلوم قد يأتي كملخص للمسرحية كمسرحية -حياة المامون-لمؤلفها ومخرجها المبدع هشام الغفولي، وقد يأتي كإسم للمكان الذي ستجري فيه المسرحية أحداثها كمسرحية -حديقة الحيوان- لإدوارد ألبي، وقد يأتي أيضا كإسم الشخصية الرئيسية كمسرحية -عطيل- لشكسبير وكمسرحيتنا هاته.
يناقش العرض المسرحي -بشيء من التلخيص- عدة موضوعات أهمها:
الهيمنة الذكورية التي تطال الأسرة بشكل عام والمرأة بشكل خاص، ومثال على ذلك ما عاشته شامة من حيف وعنف وظلم من طرف والدها تجاه أمها التي تحبها حد الجنون، وقد قامة بتشخيص هذا الدور الفنانة حنان خالدي ببراعة وإتقان.
وكذلك العنف الرمزي إن صح التعبير، الذي تعرض له الإبن جلول من طرف والده الذي جعله بسبب أو بآخر يسافر الى أرض المهجر قهرا، مما جعل السنون تمر عليه عذابًا، وكانت النتيجة وفاة والدته دون أن يراها أو يودعها أو يعلم خبر وفاتها حتى..وقد أدى دور الإبن جلول الفنان الكبير جمال العبابسي بشكل جيد ومقبول، والظاهر وجود طارئ مرضي له حال دونه ودون جهورية الصوت، نرجو له الشفاء العاجل..
ولا ننسى شخصية كوخو أب جلول، الذي قضى ردحا من الزمن عسكريا محاربًا، وقد إستطاع الفنان عبد الله شيشة بحق، أن يشخص دور الأب المتسلط الذي أصبح يعيش وحيدا منتظرا مجيء إبنه يوم غدٍ ما، ليزوجه بالفتاة الجميلة شامة، وهي التي رشمها الأب كوخو ووعدها أنها لن تكون لغير إبنه جلول، والتي كانت تؤنس وحدته بين الفينة والأخرى..
العرض المسرحي غلب عليه الطابع الكوميدي الهزلي بشكل كبير، مع شيء من المأساة التي أظهرها الإبن جلول في مونولوج متوسط الطول..
أما عن الحوارات بمجملها، كانت جد بسيطة إستعمل فيها المعجم العامي الدارجي الذي لا يحتاج عنة ومشقة من ناحية الفهم، كما أنه تم إختيار مفردات أدت المقصود من دلالاتها، فرغم بساطة الكلمات إستطاع الفنان شيشة أن يدخل الجمهور في نوبات ضحك متقطعة..(طززز_علمنصلعتو_تفووو الله يغرق لبوه شقف)أو كما قال..
أما بالنسبة للسينوغرافيا، فقد أدت وظيفتها المنشودة، وقد زاد العرض جمالا وشدا للإنتباه كل من الموسيقى الغنائية التي تحكي معانات المهاجر وغيرها من الصوتيات..، وكذا خيال الظل الذي تم توظيفه في وقته بشكل رمزي دلالي وإختصاري..
لكن من حيث الصراع، وتطور الأحداث، كانت المسرحية مقنعة، إلا أننا نتبنى موقفا وتعقيبا شخصيا قد نكون بذلك مصيبين أو على خطأ نلتمس به التقويم، وهو ما يتعلق بالحبكة التي أحسسنا أنها قد إنتهت في غير محلها