أنفاس ب بس 24:بقلم زكرياء الكريري
مساء النور يا أصدقاء.. سمعت ان اليوم هو يوم عالمي للمسرح..أليس كذالك..ترى ماذا تفعلون بهذا اليوم.. أكيد يجتمع كل الفنون ليحتفلون بأبيهم .تألفون قصائد وتنتجون أفلام وتعزفون أغاني وترسمون لوحات .أليس كذالك..أليس المسرح أبو الفنون..لهذا إسمحوا لي هذه الليلة ياسادة إسمحوا لي أن أعزي نفسي بنفسي إذا كانت روحي هي التي فقدتها فكيف لا أجعل من قلمي كلمات تواسيني من يشعر بحزني هو قلمي..قلمي هو الصديق الوحيد الذي كان هدية من أبي أبو الفنون ألم تعرفونه..نعم المسرح..المسرح الذي توفي هذه الليلة بسبب إهمال الجهات المختصة..ولكن كيف تعرفت على هذا الأب..أتذكر كانت عندي علاقة مع الحب دامت 6 سنوات..6 سنوات من التعلق والتخيل لكن في الأخير صفعني هذا المسمى بالحب..مع أنه معروف بالحنان والعطاء..كانت هاته أولى الصفعات لي بدون حنان ولا عطاء..لم يكفيه دموعي المتساقطة على خدي..بل أرسل لي الاكتئاب لينهش نفسيتي..أصبحت أفرح بصمت..وأحزن بصمت..أصبحت عاشقا للوحدة..والمشي في الشوارع ليلا ..لأنها صامتة وأنا أعشق الصمت..وذات ليلة وأنا أتجول بين الشوارع صادفت مجموعة من الشباب يتدافعون حول باب عليه لوحة كبيرة مكتوب عليها ” دار الشباب والرياضة حي السلام “..ترى لماذا يتدافعون ؟ ماذا يوجد بالداخل ؟ سمعت شخص يقول مسرحية..مسرحية ولكن المسرحيات تعرض في التلفاز على رأس كل أسبوع ماهذا ..فدفعني فضولي وبدأت أتزاحم وسط الشباب..وإذا بي أرى أربع ستائر حمراء منظمة فوق الخشبة إنها ديكور وأرى هناك شاب بالوسط واضعا تسريحة عجيبة بشعره كالديك وجالس على كرسي ولكن لا يظهر وجهه فقط يتكلم ومرة مرة يفعل حركات كالمجنون كان يضع كحل بعينيه يظهر مثل الجن..كان هو وتسع بنات يلعبون فوق الخشبة..وأنا أستمتع بالقصة وطريقة اللعب جاء عندي شخص طويل القامة وسألني هل عندك دعوة..رأيته بإستغراب أممممم نعم دعوة..فقدم لي ورقة صغيرة عليها ألوان ورسومات وعنوان كبير مكتوب “حريم الشيطان “..أخدت الدعوة وأتممت الفرجة..عندما إنتهت المسرحية..وجدت الدموع على خدي..لأن هذه المسرحية تتكلم عني..تجسد واقعي المؤلم مع الحب..صدمت وذهبت إلى المرحاض لأغسل وجهي..فوجدت مرآة بالمرحاض.. فبدأت أراقب ملامحي الحزينة.. سألت نفسي ترى من هذا الذي جسدني وإختصر 6 سنوات بحلوها ومرها في ساعة واحدة ودعاني وأجلسني في مقعد وعرض قرص حياتي على الخشبة ..من هذا ياترى من يكون..فاجأتني المرآة بصوتها الحنين ” ألم تعرف من يا زكرياء حقا لا تعرف من عرض حياتك هذه الليلة إنه أبو الفنون المسرح..إنه أبو الفنون شرفنا بسلا..سلا مدينة الإجرام..مدينة الدعارة..المدينة المتسخة ستصبح نقية بفضل أبو الفنون وكما يقال في مثل إعطني مسرحا أعطيك شعبا عظيما ” قلت لها بتحمس ولكن أين أجد هذا الشخص أبو الفنون أيتها المرآة ” هناك شاب إسمه سعيد الخلفي هو الذي عرض قصتك بعد قليل على الخشبة هذا الشخص هو الذي جلب المسرح بقواعده لم يغلب عليه كبريائه أو تكبره لأنه يشخص دور أبو الفنون بمدينته فضل أن يدرس المسرح لأبناء مدينته..نعم وجد صعوبة كبيرة في البداية لأن تنظيف العقليات صعب جدا ولم يجد تجشيع من طرف أصدقائه طلبة المسرح كانوا يقولون له ” راك غير كتخربق باغي تقري المسرح لوحدين موسخين في شكلهم في عقليتهم الفكرعندهم موسخ هادوك غير خيشبيش” ولكن لم يستسلم لأنه إتبع مسيرة أستاذه المرحوم عباس ابراهيمي ووضع نادي ثم جمعية إسمها الخيال وبدأ يدرس الشباب لقد فضل التدريس عن الشهرة وهناك من غير كل مسيرته الدراسية وذهب ليدرس المسرح ويفيد أصدقائه أكثر” في اليوم التالي كان السبت وذهبت إلى دار الشباب دخلت وانا خجول وجدت الخيال كجسم شخص يكمل شخص وعقل هذا الجسم هو سعيد الخلفي..سعيد الخلفي هو الذي درسني المسرح وأعطاني الثقة لأقف أمام الاف البشر وأعبر على مايجول خاطري..لقد جسد دور الاب والصديق والاخ بنسبة لي ..لقد وتق بي ووضعني في أول مسرحية لي “مسرحية التشاويش” كنت وراء ستار الخشبة ويداي ترتجفان وهناك بعض أصدقاء في الكواليس يجشعاني..إذا سألتموه لماذا وتقت به سيجيب بكل إرتباح أنه فعلا فنان ويستهل ئالك المنصب..بكل صراحة شكرا رغم أن كلمة شكر قليلة لسعيد الخلفي وللمسرح ووللخيال..شكرا لأبي سعيد الخلفي أبو الفنون الذي أهداني هذا القلم لأن لولاه لما كتبت هذه الكتابة..من بين التصرفات التي إكتسبتها من أبي المسرح..هو أنني في كل ليلة أستدعي صديقي..نعم قلمي وأحضر دفتري وأفكر وأطرح أول سؤال يدور في ذهني : ماذا سأكتب ؟
أسرح في خيالي وأحاول كتابة شيء يخصني..ربما مشاكلي أو شيء يضيق الخناق علي..لعلي أجد راحتي بعد أن أفرغ ما في صدري ورأسي على شكل حبر على الأوراق.. فشكرا يا أبي.
بقلم زكرياء الكريري