أنفاس بريس 24: حمزة شملان صحفي
للحديث عن بداية الصحافة الرقمية بالمغرب، لابد لنا أن نتحدث عن المدونات الإلكترونية التي ظهرت في نهاية التسعينيات من القرن الماضي، والتي ظلت مستمرة حتى سنة 2012، بالإظافة إلى المواقع الجهوية التي ظهرت عام 2005 باعتبارها سنة بداية صحافة عصرية جديدة متطورة تقنيا عن الصحافة التقليدية، لكن ذلك ظل ناقصا نوعا ما حتى سنة 2011 تزامنا مع حركة 20 فبراير، حيث لعبت هذه الصحافة الإلكترونية الجديدة دورا مهما في نشر الأخبار، وأصبحت الوسيلة الأسرع لتلقي خبر ماذا يقع فور وقوعه.
ويعتبر تزايد إقبال المغاربة على استخدام الانترنت خلال انتشار العولمة التقنية والثقافية، السبب الرئيسي الذي سرع نمو هذه الصحافة، حيث إنتقلت من 262 موقعا سنة 2015 إلى 892 أواخر سنة 2019 حسب وزارة الإتصال.
وفي نفس السياق فان 22 مليون مغربي منخرط في هذه الشبكة، وأن %86 ينشطون يوميا على الصفحات والمواقع، الشيء الذي جعل هذه الصحافة سوقا ضخمة بالمغرب، وأرض صالحة للاستثمار، فلم تعد أغلب هذه المواقع المحسوبة عن الصحافة مهتمة بالمحتوى الذي تقدمه، بل أصبح الهدف الأسمى هو الحصول على أكبر عدد من المشاهدات واللايكات، حتى لو كان ذلك على حساب أخلاقيات مهنة الصحافة، والضرب في أسمى قواعدها والمس بسمعها وكرامتها، والأسوأ في ذلك أن الطونطونس المغربي أصبح يتحقق بالفضائح واقتحام الحياة الخاصة بالأفراد، هذا فيما يتعلق بالأخبار التي تنتمي لصحافة الرصيف، وصحافة التشهير ( فلان تزوج فلانة، وفضيحة الفنان كدا…طلق زوجته)
ومن أسباب تدني جودة المحتوى المقدم من طرف هذه المواقع الاخبارية الإلكترونية، افتقارها للظوابط الصحفية اللازمة، وضعف التكوين الصحفي. أما العامل الأساسي فيتمثل في اعتماد هذه المواقع على مراسلين ومسييرين دون تكوين. حيث يساهم كل هذا في انتاج أعمال تافهة.
بالرغم من كل هذه الأسباب فيمكن تفسير ذلك بالتأخر في ممارسة الصحافة المستقلة التي كانت بدايتها في التسعينيات، وهذا حيز زمني ضيق يصعب فيه تطوير المهنة، لكن هناك مواقع استطاعة تطوير انتاجاتها الصحفية، وأضافت قيمة كبرى للسلطة الرابعة، بينما تحتاج أغلب المواقع قطع مسافة زمنية طويلة لخلق محتوى يستحق أن يحسب صحفي.