العبد بالكمامة و الحر بالغرامة
أنفاس بريس 24: منصف الإدريسي الخمليشي
إن المغرب قطع شوطا كبيرا في نظر البعض مباشرة بعد رفع “الحجر الصحي تدريجيا” إلا أنه ظل يفرض قيود على مواطنيه و التي من بينها التباعد الاجتماعي و الكمامة, حديثنا اليوم يتمحور على القناع الذي أضحى يشكل مصدر رعب لكافة سكان المعمور و من بينهم المغاربة, بحيث لا يراعون لأي كان و لو كان مريض بمرض الذي أنتجته مصانعهم الملوثة, “الربو”, إن مضاعفات الكمامة و ما يترتب عنها من مشاكل صحية, فهي خطيرة جدا, تكميم الأفواه الذي لا يحبذه الغالبية بينما القلة القليلة تتماشى مع هذا المخطط الذي أصبح شبه عادة, يكثرون من الحملات التحسيسية و الدعايات لفرض هذا الثوب الذي من بين أهم أضراره “الاختناق” و لنا دليل قاطع على أنها خطيرة جدا ألا و هو مشهد مدلل فرنسا “إيمانويل ماكرون” لما كان يخاطب تلاميذ بإحدى المؤسسات فاختنق و نزع الكمامة من على وجهه.
لا ننسى أيضا الهدف الرئيس لهذه الكمامة كما هو مخطط له “تجاري” للإشارة أنا أيضا أتاجر في هذه المادة التي أصبحت مصدر ربح و استرزاق للجميع على ما نظن.
كثرة الطلب و الاقبال التي يعرفها السوق على الكمامة, ليس بهدف الوقاية, بل للتزيين بل هناك من يقيس كمامة و يبدلها بأخرى, هذا أبرز دليل يمكننا أن نستشهد به, أنا في السوق و عبر بحث عيني أقوم به, بصفتي كتاجر كمامات.
الجمعية المغربية لحماية صحة الأطفال أوصت بعدم ارتداء الكمامات بالنسبة لأقل من اثنتا عشر سنة, و لكن الأمر الذي يزعجنا كباعة كمامات و مروجي هذه الوسيلة التي تقضي على صحة المواطنين ألا و هو الاقبال الذي تعرفه الكمامات من طرف الأطفال المذكورين أعمارهم سلفا, بل يختارون كمامات من الصنف الرفيع و مطبوع عليها رمز فريق كرة قدم أو بطل من أبطال المسلسلات الكارتونية, أو رمز علامة تجارية.
إن تدمير صحة الأطفال هو هدف الشركات التي تروج لهذه الكمامات و بثمن أكثر من ما تستحقه.
هناك من توفي جراء هذه الكمامة, “أمي على سبيل المثال” كادت أن تختنق بحكم مرضها المزمن بما يسمى بالغدة الدرقية و الربو, حيث كانت لا تضع الكمامة و تحمل معها “الرابوز” أوقفها رجل أمن و توضح له الأمر ليجبرها على ارتدائها رغما عنها وقاية لها و لصحتها بدون مراعاة لوضعها الصحي الاستثنائي, كل هذه الأمور أدت إلى انعدام الثقة في المسؤولين عامة إلا القلة القلائل الذين يرمون على عاتقهم تطبيق برامج, البنك الدولي الذي يعتبر الجهة الضاغطة على كل “دول العالم الثالث ”
الكمامة لها مفهوم آخر, الكاف الذي يعني كن, الميم متملق, الألف أخرس, الميم متعجرف, أما التاء فهي مربوطة لربطنا بمواثيق غير عادلة.
هل قطعة قماش أو ثوب رهيف قادر على الحماية من فيروس كما يقال عنه أنه خطير و قاتل؟ لا أظن أنه كذلك لأن هذا الثوب هو نفسه الذي نحمل فيه بضاعتنا فاستغلوه لكي يديروا مشروع استثماري مدر للدخل, كيف يعقل قطعة ثوب صغير مطبوع عليها ملصق بثمن خيالي على الفئة الهشة التي تنتظر ما يسد رمقها و تبحث عن قوتها اليومي, بل و تقترض المال من اجل سداد فاتورة ماء و كهرباء التي هي وحدها موضوع أعمق من الكمامة, لماذا كمامة لا تصلح حتى لحماية من زكام عساك من (فيروس تاجي قاتل) كما قيل في إحدى الأمثلة الشعبية المغربية المعروفة “الحر بالغمزة و العبد بالدبزة” هل نحن عباد مسؤول أم أحرار كما ولدتنا أمهاتنا مصداقا لقول الفاروق رضي الله عنه؟