أوفياء بني عمار يزينون القصبة بألوان زاهية:
أنفاس بريس 24 : منصف الإدريسي الخمليشي
أصاب العالم وباء الكوفيد19 إلا أن أبناء و شباب قصبة بني عمار, لم تصبهم الأزمة الصحية بقدر ما فكروا في تزيين منطقتهم التاريخية و تلبيسها بلوحات فنية جميلة, فكان الإبداع هو لغة الأطفال و الشباب الذين قاموا بدورهم بالتعبير على مواهبهم و تم تفجيرها في الجدران التاريخية التي بنيت في غابر الأزمان.
لم يكن هذا الوباء محنة بقدر ما كان منحة لسكان المنطقة الأوفياء المناضلون والشجعان وذلك من أجل ترقية بلدتهم التاريخية التي هي أقدم منطقة في المغرب إلا وأن الحداثة والمدن العصرية جعلت هذه المدينة مهمشة من طرف المسؤولين الحاليين.
فنانون بصموا على حسن نواياهم، هم سكان البلدة الشباب والشياب وبسلوكهم هذا مثلوا الاعتراف بالجميل و التربية التي تربوا عليها في أبها تجلياته.
ألبسوا رداء, فقط بالصباغة بالوعاء, من دون رياء, فكانت النفس تعترف بالنقاء, إنهم سكان القارة الصغيرة الذين أحبوا البهاء, يعترفون فكانت هذه قيمة الوفاء, فلروح الزرهوني الإخلاص و الولاء.
التطوع و روح المبادرة الحرة إحدى أهم مميزات سكان القصبة, و الشباب “ثروة و ثورة” يقومون بالاهتمام ببلدتهم التي يكنون لها خالص الود و الاحترام, بالرغم من الامكانيات المنعدمة حيث هناك تقبير هذه القصبة من طرف البعض .بالرغم من أن القصبة تعتبر من المعالم الأثرية في المملكة المغربية إلا أنها طالها النسيان, و الآن شباب هذه القرية الصغيرة الكبيرة, كبيرة في العمر و صغيرة المساحة, فهي تعتبر قطب مهم, و يسعى سكانها لجعلها إحدى المناطق السياحية في المغرب, و هذا ما جعلهم يزينونها و في عز الأزمة الأممية “جائحة كورونا” بوسائل لوجيستيكية و بموارد بشرية ذاتية بدون مساعدة أي جهة رسمية و بدون دعم فهذا هو ما يجعل الساكنة تحب الوطن, بالرغم من أن أجهزة الدولة تقصر في الاهتمام.
شكل التطوع و روح المبادرة الحرة وسيلة واحدة للتعبير على حب الوطن الذي ما فتئ ينتقده بعض المسؤولين إلا أن الشباب أعادوا لبلدتهم الرونق و الجمالية التي تستحقها.
لأن حب الأوطان يولد من رحم الأوفياء المناضلين, شباب من قصبة بني عمار بمدينة زرهون التاريخية و هي قصبة تتواجد بمدينة مولاي ادريس زرهون كما أنها تشكل نقطة نهاية جبال الأطلس و بداية سلسلة جبال الريف يمتد قدمها إلى عشرة قرون تقريبا.
بني عمار زرهون اقليم مكناس- وهي قصبة تتواجد قرب مدينة مولاي ادريس زرهون بحوالي 12 كلم-
الكبار و العنب و الزيتون يعتبر إحدى أهم منتوجات القصبة تم ربطها بالماء الصالح للشرب سنة 1963 و ربطها بالكهرباء سنة1967 و لها قنوات الماء للصرف الصحي والقصبة بها اربع معاصر الزيتون التقليدية و عرفت ازدهارا ثقافيا من فرقة المسرح العماري و فرقة الملحون. والعمل الجمعوي التطوعي الثقافي و التربوي و الرياضي و البيئي والاجتماعي موجود في القصبة منذ الستينيات .
وفي القرية توجد اقدم جمعية قروية التي تأسست سنة 1978 تسمى جمعية قدماء تلاميذ بني عمار زرهون التي تعمل باستمرار لتقديم خدمات ثقافية واجتماعية و تربوية و بيئية من خلال الاهتمام بالطفل القروي بالدعم المدرسي والخرجات التربوية و صبحيات للأطفال وتنظيم المخيم على مدار 15 دورة في مختلف المدن المغربية. و تكريم فعاليات بصمت القرية بعطاءاتها وتوزيع الكتب في الدخول المدرسي.
القيام بحملات طبية للنساء و الرجال و الأطفال وتوزيع الهدايا على التلاميذ المتفوقين في الدراسة و تمكين ذوي الدخل المحدود من النقل المدرسي.
هذه الجمعية رسخت لدى الأطفال و الشباب روح التطوع و التضامن والتعاون منذ الأزل و الآن نجني الثمار بالاهتمام بالقصبة و بسكانها بدعم اطر و وموظفي و مستخدمين و فلاحين و جميع السكان المنتسبين للقرية بالدعم المادي و المعنوي و اللوجستيكي حسب الاستطاعة.
لها مواصفات المدينة الصغيرة بها مستوصف و مركز تجاري يحمل اسم “السويقة” و مدرسة ابتدائية بناها السكان هي الأخرى عن طريق التطوع و قد كان تطوعا ماديا و لوجيستيكيا و بها ثلاثة طرق معبدة الأولى باتجاه مولاي ادريس زرهون, و الثانية في اتجاه جماعة نزالة بني عمار و الثالثة بطريق مدينة فاس, و هناك مسجد كبير بناه المرينيين ما يقارب خمسة قرون, , كما أن تعداد سكانها حوالي 2000 نسمة تقريبا, القصبة محيطة بسور و لها ثلاثة أبواب رئيسية واحد منهما انهار و بقي اثنان, تعرضت القصبة للقصف من طرف المستعمر سنة 1911 وقت عبوره إلى مدينة فاس.