المثقفون في حرب ضد كورونا و الدولة …؟
انفاس بريس 24: بقلم: منصف الإدريسي الخمليشي
منذ ظهوره و هو يحصد ضحايا الفيروس التاجي, ذلك الوباء الجائحة الذي انتشر في الكرة الأرضية, الحجر الصحي فرض على كل المواطنين بدون استثناء, قفد كان هذا الوباء فرصة لإعادة مراجعة الذات, موضوعنا اليوم ضمن سلسلة مقالات كورونية, هو خشبات المسرح في زمن الكورونا, الحرم لجامعي و الندوات و المؤتمرات و اللقاءات التواصلية و المعارض, و كل ما يتعلق بالفن و هو جزء من الحياة الذي لا يمكن لأي كان أن يستشعر هذا الفن, حتى يمارسه, و يلقح به, كارثة بشرية يعيشها العالم بسبب الوباء, إلا أزمة الثقافة لن تتوقف لتغلغل الفكر و الآداب و الفن في كل مكان و لو كان افتراضيا.
حاصر وباء كورونا العاملين بالفن المسرحي الذي كان يوظف آلاف من المناضلين الأوفياء للركح و لو أنه في نظر بعض المتشددين “حرام” إلا أننا نمارسه في حياتنا, فنحن في كل حياتنا فنانون, نمارس هذا الفن في الجائحة و في كل وقت كان و في الحياة, عندما نذهب عند الخضار و نقوم باشتراء لوازم البيت حينها نكون نشخص أدوارا و شخصيات و نؤدي دور التقني الذي يقوم بعملية الاضاءة أو التأثيرات الموسيقية, ناهيك عن الاجتماعات و الندوات الفكرية لن تتوقف أبدا و لو في هذا الزمن الخاص الذي يعرف تقلب الحياة و القوى السياسية.
الفنان يقدم خدمة ثقافية للمجتمع, إلا أننا نلاحظ الدولة لم تقوم بإدراجه ضمن المستفيدين في هذه المساعدات و التعويضات, فالفنان غير مكتوب على جبهته “غني” و لكن مكتوب عليه في بطاقة ما أنه فنان, كما النجار و الميكانيكي و الرصاص و بائع الخضر مهن, فنفس الشيء ينطبق على الممثل المشخص و السينوغراف و الموسيقي, إلا أن هؤلاء أكثر حدة من الآخر لأنهم يوظفون مجهود فكري و عضلي كبير, يتمثل في الإبداع, و نحن هنا في زمن الكورونا, الإبداع و الإيداع أصبح يمثل نفس الشيء, حيث عدم اهتمام الدولة بهذه الفئة التي تقدم خدمة ثقافية للمغربي, بغض النظر عن بعض التافهين الذين تدعمهم الدولة لا لسبب سوى أنه يمثل الطبقة التافهة في هذا الهرم, في حين أن الكتاب و الفنانين في “دار غفلون” و بحكم الكل صامد فالحكومة صامدة, لا يلزمنا أن نتحدث مع الراعي لهذه الفئة, لأنه حديث العهد و لكن هذا لا يعني أبدا أن يصمد و يسكت على الظلم الذي يعترض الفنانين, فالكل اعتمد وجهه و بالمجان في الدعاية لشعار المغرب و الشعار الوطني و لتمثيل الوطنية العالية, خليك فدارك, كل الفنانين خرجوا للتعبير عن استيائهم و حصرتهم على انتشار الوباء في وطننا هذا, السؤال المطروح, هل الدولة تتحصر لوضعية هذا الرجل المفكر الفنان خادم الثقافة؟ بالطبع لا و هذا لامسناه منذ بداية الجائحة, لم نجد أي مبادرة لوزارة الشباب و الثقافة و الرياضة التي كانت تتماطل منذ زمن على الفنانين من أجل دفع مستحقاتهم, حيث من مات و بعد رحيله حقه يقومون بالإعلان أمام العامة و يتسارعون للتكفل بالجنازة, ما هذا الهراء, أين كانت الدولة بعد موت هذا الفنان عندما كان في عز شبابه؟
موضوعنا به مجموعة من علامات الاستفهام للدولة المغربية التي أغفلت كل هذا في زمن الوباء في حين أنها تدعم الأحصنة و الفرسان, يا أهل الفكر, يا أهل الفن, أين نحن من محل الاعراب؟