أنا روح لست جسد قدسني أيها الذكر :
انفاس بريس 24: بقلم منصف الإدريسي الخمليشي
أمي,أختي,حبيبتي,زوجتي,بنتي, هؤلاء هن عمود المجتمع, نساء و فتيات الكرة الأرضية, قيل عنهم “نصف مجتمع” قيل أن الجنة تحت أقدامهن, و قيل أنهن القوارير.
يحتفل العالم في بداية الأسبوع الثاني من شهر مارس, بحبيباتنا, النساء اللواتي يعدون جزء منا .
و على مر العصور, لم تسلم كينونة المرأة من السب و القدف و الشتم, لكن كبار المفكرين و الفلاسفة و الشعراء, كتبوا للأم و للمرأة, فهذا لم يكن عبثا قط, إلا أحد المفكرين الذي تأثر بعوامل كثيرة و قال “كل النساء عاهرات إلا أمي” فكان هجوم و صراع من هنا إلى هناك في إحدى أكبر المجازر الفكرية الكلامية الثقافية, إلى حين اتفق الكل على أن كل النساء هن نحن, فعند وجودنا في الرحم كنا كلنا إناث, و بفعل نظام تغذية معين تحولنا إلى أجناس و هذا بفعل الحكمة الإلهية في الخلق .
الشعراء غازلوا المرأة, الفلاسفة جعلوهن أعمدة أفكارهن, الروائيين و القصاصين و المسرحيين أيضا كانوا و لازالوا يقدسون المرأة
لكن و مع ظهور السينما, التلفزة, فظل التركيز الوحيد للمرأة و السيناريوهات المكتوبة مركز على “الجسد” بدواعي تجارية, فكل الأفلام و المسلسلات و الاشهارات غايتها الأسمى في قرننا هذا هو استعراض جسد المرأة, لماذا ليس هناك رؤية روحانية للأمور, هل التجارة يجب أن تكون فقط في تجارة الأجساد؟
فالأرواح أكثر ثمن من الأجساد, قد تكون قبلة تساوي تعبير عن الحب, ماذا لو تحولت القبلة إلى رؤية فاقعة خاطفة, فتواصل الأرواح تجعلنا أكثر عمقا و أكثر اقتناعا بما نفعله, لكن و مع كامل الأسف لم يعد الحب العذري أساس العلاقات البشرية, فكل من يحب يجب عليه أن يلتصق و يتواصل لاشباع حاجته و رغبته و غريزته, أين هي الأرواح التي كانت صفية تنبع من نهر دافق متدفق, السينما غابت عنا, فمنذ أن ظهرت السينما و الصورة, العرب اضمحلت كياناتهم تخلوا عن مبادئهم, لا أتحدث من منطلق اسلامي, أكثر من ما هي مرجعية و رؤية مستقبلية, و مع هذه الممارسات الجسدية الغير عقلانية, بلغنا لمرحلة تسمى ب”أنا عارية أنا حرة” الحرية تنبثق من ذاتنا و أن نقدس الأرواح, يا نساء كونوا عذارى كمريم, عذارى, عذارى.
تلعب المرأة دور مهمة في تنمية الشعوب, أخلاقا, خلقة, تربية, فهي الشخصية الرئيسية في فيلم الحياة الذي نلعب فيه أدوار الأرواح, أول دور تقوم به هذه المرأة في هذه المسرحية هو تقرضنا جسدها ليتكون جسدنا الذي كان نقطة واحدة, الدور الثاني هو المخاض الذي يتسرب ابتداء من آلام في أحشائها, مرورا إلى آلام في كل أطرافها الجسدية, فالمرأة تعتبر فترة المخاض هي بمثابة طحن نصف كيلو من الكفتة فكذلك تكون المرأة, يليها عذابها و آلامها من أجل إخراجنا لهذا الكون, الدنيا, الحياة, الكرة الأرضية, القارة, الدولة, المدينة, الحي, المنزل, الغرفة التي تحضنك فيها و ترضعك و تجعلك رضيعها و حبها الأول و الأخير, فهي التي تتنازل على حقوق لضمان لك مجموعة حقوق, هناك دور آخر جد مهم و هو صبرها على معاملتك السيئة بدافع أنك طفل لا تعي شيء, و في شبابك تصرخ عليها و كأنك أنت الوالد, فلا تقل يا أيها الإنسان لأمك “الوالدة” لا فبذلك إنك تحتقر كينونتها بطريقة لا إرادية فالوالدة هي التي ولدت و أخرجتك للحياة فقط, أما الأم هي التي ولدتك, أرضعتك, منحتك الحياة, و الحنان و الحب و الرأفة لماذا تجعلها هي الذل و هي من منحتك الثقة في كينونتك و ذاتك الغابرة, المرأة هي تلك الطاهرة التي استغلها ذكر لإشباع غ ر ا ئ ز ه.
السياسة العامة قائداتها نسا و أكثر سياسية في الكون أكثر حنكة هي المرأة, لا يمكنني التحدث عن القائلين أن المرأة هي آلة لإنتاج الأبناء, أولئك هم ذكور ذوي الاحتياجات الخاصة, فما يخص هؤلاء الذكور ليستوعبوا ميزان الرجولة أن يكونوا مقتنعين أن المرأة روح و الجسد ليس إلا وسيلة لنتكاثر كما أنت, لماذا ليس هناك استغلال جنسي لك من طرفها؟ فهذا راجع إلى معرفتها الدقيقة على أن رجل هو روح هو هالة هو كاريزما هو كما تقول النساء “تاج للرؤوس” لماذا لا يفكرن في الجسد أولا ثم الروح إذا تبقى لهم الوقت بدل الضائع؟ الجواب جد سهل لأنهن أرواح نبيلة ثرية, فالمرأة هي أعظم ما خلق الله, صونوا الروح, احفظوا أنسالكم, فجسد المرأة تعرفه لا تحتاج ممن يوضح لها ما هي وظيفته, فوظيفته الوحيدة هي تلبية حاجة و التكاثر لا غير, و لكن هذا في حدود المواثيق الدولية و التشريعات الدينية, الاسلام له كتاب يسمى القرآن فهو مذكر, الدنيا و الآخرة و الجنة و الوردة و كل الكلمات الجميلة مؤنثة, كونوا أرواحا, كونوا أرواحا ابتعدوا عن الجسدانية و الجنسانية.