فقدت أمي
أنفاس بريس 24: بقلم : منصف الإدريسي الخمليشي
فقدت أمي
في ليلة تعج
أموات لرب تحج
ضاعت الروح
و أصبح القلم بمداده يبوح
قاهرة اليتيم بدموعها تنوح
فجاء الحكيم قبلها لتروح
عينها كانت مسودة كلون الفتنة
زارت القبور فظنوا أنها تمارس الفطنة
في حادث مريب فقدت روحها كالدرة في النكبة
حال الحال فحل محله حال و ليس لحال حال حال
أطال النظر و ذهنه جال في ربوع الأقطار
أ هكذا هي صرف الأقدار ؟
كيف يعزف هو على الأوتار ؟
راح المشمئز باحثا عن الأخبار
جاء المسكين هو و الأغيار
رمته الروح
يبكي و يمحو بالرمح
مغلول هو و حائر أحمر
كاد أن ينعرج و يظل يبحث كالأخرس الأعور
حالف و تآلف
فقد أمه زوجته نصفه
راحت من كانت له شريكة
لعشه لبيته منيرة
هي من كانت للعشق و الحب مديرة
أ هو فاقد لنصفه ؟
حال الحال فحل محله حال و ليس لحال حال حال
سرب المعتوه فبلقب الخائن لقبوه
أخر لهم ضموه و بالورد أمطروه
حال الحال و الأحوال و المحال الذي لا محل لمحله خذلوه
ما سرقوه لكن نهبوه
ضربوه ضربهم فعذبوه
فقدت أمي, أبي نحروه
عقلي وكياني دمروه
غريب مغترب لا يعي لكن قتلوه
ما رأى و ما سمع لكن لأهله ردوه
لم تعد ماهيته و لا كينونته اغتصبوا سموه
نصر القضية و كالموءودة دفنوه
دمه المتكبد ما شربوه و ما حرقوه
فقدت أمي أبي نحروه أخي اغتصبوه
فالله هناك في البعث انتظروه
قالوا عن الله غفور رحيم
و لم يذكروا قط أنه للعقاب شديد
فقدت أمي أبي نحروه أخي اغتصبوه أناي دفنوني
بثوب من نار كفنوني
يا حسرة عليهم إذ إنهم خذلة
فجرة كفرة سيصلون السعير
لم و لن يشفع لهم النذير
سيغرقهم بإذنه النكير
سعير جحيم من صنع الرحيم
جزاء لمن فقدوها ونحروه واغتصبوه ودفنوه