الشبيبة الاشتراكية تنتخب مكتبها الوطني في دورتها الثانية للمجلس المركزي يونس سراج : معركة تتطلب الانفتاح بقدر كبير على فئات الشباب من خلال المصالحة معه و إدماجه في الحياة السياسية و الحزبية و إعطاء نفس جديد للعمل الحزبي نبيل بنعبد الله : الشبيبة الاشتراكية مدرسة سياسية بامتياز لما تحمله من أفكار و مبادئ و مشتل حقيقي للأطر و الكفاءات.
أنفاس بريس 24: محمد الصفى
استكمالا لهياكلها الوطنية من خلال انتخاب جهازها التنفيذي المتمثل في المكتب الوطني، استمرارا في تنزيل شعار مؤتمرها الوطني الثامن «الشباب.. وتكريس الخيار الديمقراطي»، والذي انتخب فيه يونس سراج كاتبا عاما وطنيا للشبيبة الاشتراكية، عقدت هذه الأخيرة يوم الأحد 29 شتنبر 2019 بالمقر الوطني لحزب التقدم و الاشتراكية الدورة الثانية للمجلس المركزي، حيث افتتحت بكلمة كاتبها العام الرفيق يونس سراج رحب من خلالها بأعضاء المجلس المركزي، منوها في نفس السياق بما حققه المؤتمر الوطني الثامن من نجاح على كافة المستويات خاصة منها الديمقراطي و الوفاء للمبادئ، رغم بعض التوثرات التي عكست حماسة و نضالية مناضلات و مناضلات الشبيبة، و قوة تماسكها و إيمانها بقيم و مبادئ الديمقراطية و استقلالية القرار، مضيفا أن هذه الدورة المخصصة لتشكيل المكتب الوطني فهي في تعتبر استمرارية لعمل السلف كفريق واحد إذا اعتل منه عضو تداعت له سائر الأعضاء بالسهر و الحمى، آملا أن يشكل مكتبا يتميز أعضاءه بقدر كبير من الكفاءة والعطاء والتكوين والتجربة والتضحية والحضور والقدرة على تأطير الشباب والتواجد في قلب معاركهم بحس توجيهي، للحفاظ على مجد صنعته أجيال من قبلهم، مشيرا أنها مسؤولية و تكليف بقدر ما هي تشريف، سيما و أن الوضع السياسي العام في البلاد ليس سويا نتيجة استفحال و استمرار أزمة الثقة في السياسة و المؤسسات السياسية خاصة من لدن الشباب، مما تحتاج إلى رجة قوية تعيد الثقة و الأمل في النموذج المغربي للإصلاح الذي يبدو أنه يعاني من أزمات متعددة الأوجه . مع التحلى بالصبر لتخطي مرحلة الجمود التي يعرفها المشهد السياسي بالبلاد و انعدام الثقة في الأحزاب، مؤكدا أنها معركة تتطلب الانفتاح بقدر كبير على فئات الشباب من خلال المصالحة معه و إدماجه في الحياة السياسية و الحزبية و إعطاء نفس جديد للعمل الحزبي و الانخراط في المعارك الحزبية دفاعا عن قيم الديمقراطية و الحرية و الحداثة و العدالة الاجتماعية مع تحصين المكتسبات فضلا عن إعادة الوهج للجامعات و المعاهد المغربية في الدفاع عن هذه القيم. و على مستوى علاقة الشبيبة الاشتراكية مع حزب التقدم و الاشتراكية فقد أشار أنها علاقة بنيوية و ستبقى مستمرة باعتبارها مدرسة للنضال و الديمقراطية و مشتلا حقيقيا للحزب إلى جانب باقي التنظيمات الموازية، كونها لعبت أدوارا تاريخية في المساهمة في بنائه و استمراره ، فحزب التقدم و الاشتراكية في حاجة ماسة لشبيبة قوية و فاعلة و الشبيبة في حاجة لحزب له حضور قوي و فاعل في الساحة السياسية. و في ختام كلمته أكد الرفيق يونس سراج أنه كاتب عام للجميع، لأن الشبيبة الاشتراكية منظمة تتسع و تستوعب الجميع بعيدا عن الاختلافات في الرأي أو التصور، كما وعدهم بالسهر بكل أمانة و مسؤولية و جدية و على ترسيخ الالتزام بميثاق الشبيبة الوثيق لكي تكون تلك الشبيبة التي تبعث على الافتخار بالانتماء إليها، كما كانت منذ 43 سنة، مستعرضا عليهم في نفس الوقت خطة عمل و التي سبق أن تقدم بها كورقة في المؤتمرن الوطني الثامن، و التي تضم أربعة محاور أساسية ، وهي إعادة النظر في التنظيم عبر النهوض بهيكلته، وخصوصا على مستوى دعم القطاعين الطلابي والتلاميذي لما يشكلانه من قوة مجتمعية بالاقتراب أكثر منهم و سماع صوتهم، و العمل إلى جانبهم في مختلف المناطق والجهات، و في المحور الثاني تطوير آليات و أدوات التكوين لمناضلات ومناضلي الشبيبة الاشتراكية خاصة في المجال السياسي و الاجتماعي و الثقافي، مع الانفتاح على باقي الشباب غير المنخرط في السياسة أو الهيئات الشبابية بمختلف الجهات، فيما المحور الثالث خصص للعلاقات الخارجية للشبيبة التي كانت لها إسهامات كبيرة في إبراز القضية الوطنية و الدفاع عنها في مختلف المنتديات و اللقاءات و المؤتمرات، مع الاهتمام بشباب المهجر و تقريب روح المواطنة لهم، و أخيرا ضرورة تطوير جانب الإعلام والتواصل، لما أضحى لهذا المجال من أهمية بالغة في حياة الشباب من خلال المواقع و الشبكات الاجتماعية.
و في كلمة للأمين العام الرفيق محمد نبيل بنعبد الله و التي ألقاها بالنيابة الرفيق عزوز الصنهاجي عضو الديوان السياسي فقد أشار إلى تاريخ منظمة الشبيبة الاشتراكية و عملها إلى جانب الحزب في العديد من المحطات النضالية و ما حققته من مكانة على المستوى الشبابي وطنيا و دوليا، آملا من المكتب الجديد أن يسير على خطى سلفه مع وضع نصب أعينه الوضع الراهن الذي تشهده البلاد و المحطات التي تنتظر الحزب خوضها بوصف الشبيبة الاشتراكية الذرع الأيمن له، و مشتله الحقيقي من الأطر و الكفاءات، كونها مدرسة سياسية بامتياز لما تحمله من أفكار و مبادئ، داعيا في نفس الوقت المكتب الوطني المنتخب بالتوفيق في مسارهم السياسي الذي انخرطوا فيه بكل طواعية و تضحية و نكران للذات، لفائدة الوطن أولا و الحزب ثانيا.
هذا و قد استمرت أشغال هذه الدورة لحدود الساعة السابعة من صباح يوم الاثنين 30 شتنبر، في أجواء رفاقية تميزت بالمناقشة البناءة متدرجة في جدول أعمالها لحين عملية التصويت و الفرزن حيث وصل عدد المرشحات و المرشحين للمكتب الوطني إلى 75 مرشحة و مرشح تم انتخاب 32 منهم بطريقة شفافة و ديمقراطية و هم :