بقلم : عبد الغني لزرك .
انطلقت في أوربا منذ القرن 15م فترة تجديد فكري أدخلت أوربا والعالم إلى التاريخ الحديث. من مظاهرها انتشار استعمال الورق واختراع الطباعة من طرف المخترع الألماني يوحنا كوتنبورغ بحروف متحركة مما ساعد على نشر المعارف بواسطة الكتب على نطاق واسع حيث انكب الإنسيون les Humanistes من مفكرين، أدباء وعلماء على تفحص وتحليل أفكار القدامى بعد ترجمتها إلى اللغات الأوربية المحلية langues vulgaires مع إضافة تعاليق وانتقادات نتج عنها تطوير كبير للآداب والعلوم والفنون هو ما سيعبر عنه بالنهضة Renaissance التي بات من ورائها بالدعم والتشجيع المستنيرون من أمراء وعناصر بورجوازية.
وقد كان من نتائج توسيع دائرة التعليم وانتشار المعارف مع ترجمة الكتب المقدسة والإطلاع عن كتب على فحوى الفكر الديني الذي ثبت أنه يتعارض في الجوهر مع الفكر الكنيسي البابوي السائد، ظهور حركات تعارضه وتدعو إلى إدخال إصلاحات على الديانة الكاثوليكية وهو ماستنبثق عنه حركات كل من مارتن لوثر ” البروتستانتية في ألمانيا، حركة ” كالفان” Calvin في سويسرا ثم الكنيسة الأنجليكانية في إنجلترا مع هنري الثامن.
