تحت زخات الملل قصيدة للشاعرة خديجة بوعلي
تحت زخات الملل
عندما تشتد زخات الملل
استظل بأعجاز خاوية من أمل
تتهادى أنغامي المسبوكة
من وهم على الوتر
أسكبها معتق نبيذ
يشجي الأثير… يقبر العلل.
لكي أراوغ زخات الملل
المنبعثة من مرجل الروح
المصطخبة في مدارات
المساء و السحر…
ألوذ بذاك الركن المعروش
بين المدى و سعف النخل
المعلق بحبال هواء
لا تعرف معنى الوهن
لكي… لكي أقارع زخات الملل
افتح الاوكار على المصراعين
للبلابل و الطير.
للقالق أرسم باحات السفر
أهدهد الظلال على سفوح
النيازك … في زوايا الشغاف…
و تجاويف الطلل…
أصم آذان الوجود عن طنين
الأمس و اليوم.
كي أراوغ زخات الملل
أهجر مدنا شاحبة من نحاس
أغلق غرف الصقيع و الجفاء و البرَد
أرتدي نعالا من قشيب الود…
من نسمات البهاء و الورد
أجوب دروبا لأساطير الجمال…
واحات جوار السلسبيل و الكوثر
فيها من كل الفواكه زوجان
أرتدي عباءة الفراشات بلا ازرار
ولا علامات تعجب أو استفهام
لكي أراوغ زخات الملل
أمتطي سفنا من ورق
تسير بلا هدى
… ولا مقود…
أجوب سراديب الصموت
أصك مواعيد الصخب
أرفع بيارق السكينة
لكل الأمور أعلن :
أن لا مرور للروح و الخلَد
خديجة بوعلي