تحديث الأديان في رجعية التعايش الإنساني
رشيد كداح
لعل الجدل القائم في العالم الآن حول إمتلاك حقيقة الوجود وأصل الأديان ومنطق تراتبية الكون وأزلية كينونة الإنسان التي تطبعها مقاربات تتفاوت في تحليلات بين الديني ، الفلسفي ،الإجتماعي ،السياسي والإقتصادي .
سنقتصر في هذا المقال عن تحديد ماهية الأديان التي تقتسم بين أديان سماوية من قبيل الثورات والإنجيل والزابور القرآن ومنطق الديانات في تفرعات العقائد والشعائر بين مسيحي ويهودي ومجوسي ومسلم .
قاسمهم المشترك هو التقرب لنيل رضا الله و ربح رهان الجنة أو الدار الآخرة . مما يستدعي ممارسة طقوس التعبد والتدين في المعابد وبطرق متوارثة عن طريق ماتم تداوله في الكتب والأحاديث وكل ما له علاقة بالمقدس في الأديان بواسطة مشروعة أو عمل دائم يضمن الحسنات في منطق الخير الدائم وإبعاد السوء والضرر وإستحضار حسن النية في السلوكيات والمعاملات اليومية . وبمنطق آخر نجد الديانات الوضعية التي كان ولايزال الإنسان يعتقدها بوضعانية علائقية وتقديس جماد أو حيوان من الطبيعة هدفه الأول هو جبر الضرر وإزالة الخوف عن توجهات الإنسان في المصائب التي تلاحقه . إذ لا يختلف جل المحللين أن الهدف واحد والطرائق متعددة و الوسائل مبررة من أجل نيل الرضا وسلك الطريق الصواب .
هذا يجب أن لا يخلق صراعا بين الأديان مادام القاسم المشترك هو واحد بين جلهم وضرورة إبعاد خطاب أنا الحقيقة و الكراهية والحقد في تطرف بين الإنسان وأخيه مادام يشكل حبلا وثيقا بين الأرض والسماء .
حديثنا عن السلام هو سيادة منطق حب الخير للجميع وأنسنة الإنسان أي تجريده من كل ما يلحق ضررا ماديا أو معنويا بالآخر , في تكريس أواصر التضامن والمحبة والتعايش والعلاقات التي من أجلها يحيا الإنسان ويتنفس الصعداء بحرية دون المساس بالاخر ، في أمة ، دولة ، شعب يرعى الإختلاف ويمجد الإنسانية دون أدنى تمييز .
ليكون العالم رقعة في تقدم وليس مستنقعا للحروب والصراعات .