محمد الصفى
في ظل الإكراهات التي عرفها إقليم الجديدة خلال السنوات الأخيرة جراء تعطل جملة من المشاريع و الغش الذي طال بعضها نتيجة تقاعس بعض المسؤولين على المستوى الجماعي أو مستوى السلطة الاقليمية، فقد لامس متتبعو الشأن الإقليمي انطلاقة فعلية لعدد من هذه المشاريع و تتبعها من قبل عامل الإقليم الجديد و الكاتب العام السيد عبد الكريم القبلي الذي لم يمض على تعيينه أربعة أشهر، بحيث أنه – الكاتب العام – منذ أن باشر مهامه الإدارية سارع لإيجاد الحلول الفعالة للعديد من الملفات و السعي من أجل استكمال المقومات التنموية و العمرانية التي من شأنها جعل إقليم الجديدة قطبا حقيقيا على صعيد جهة البيضاء – سطات، لما يتوفر عليه بشهادة جميع موظفي العمالة من مواصفات المسؤول القادر على تدبير الشؤون الإدارية و الموارد البشرية لمعرفته الأكاديمية بحقول القانون و تجربته التي راكمها منذ تعينه كقائد لمجموعة من القيادات بعمالة الخميسات، و قائد بمارتيل، فقائد ملحق بباشوية مارتيل من 2006 إلى 2012، و قائد بسيدي قاسم، و قائد بخريبكة ثم باشا بإقليم مكناس قبل أن يتم تنصيبه كاتبا عاما لولاية جهة طنجة الحسيمة .
لكن الغريب في الأمر أنه في الوقت الذي أصر فيه على التعاون والتآزر بين جميع الفاعلين من سلطات محلية ومنتخبين ومجتمع مدني، لوقف نزيف احتلال الملك العمومي و تتبع أشغال عدد من المشاريع و الملفات التي تراكمت على مكتبه، دون أن نغفل أيضا سعيه لتجسيد المفهوم الجديد للسلطة من خلال مشاركته في إحياء العديد من المناسبات الوطنية والدينية وتفقده لمجموعة من الجماعات الترابية المتواجدة بالمناطق النائية، إلى جانب التناغم الذي أصبح سائدا بين مكونات مصالح العمالة و المجلس الاقليمي و باقي مكونات الإدارة الإقليمية، جعلته يحظى بحسن ظن رؤساء المصالح الخارجية بالاقليم ورؤساء الأقسام والمصالح والمكاتب بالعمالة وكذا بتقدير المنتخبين، رغم أنه لم يمض على تعيينه أكثر من أربعة أشهر. و لربما أن تفاني الكاتب العام لعمالة إقليم الجديدة و بياض يده و حسن معاملته و تعامله القانوني قد لا يعجب البعض الذين ألفوا السباحة في الماء العكر، و محاولة الركوب على الأحداث و لو كانت تافهة و صغيرة، في الوقت الذي يجب تكون فيه مصلحة الوطن فوق كل اعتبار و السعي وراء ما يصبو إليه رعايا صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله بإقليم الجديدة .
