مجتمع مدني

تأخير عملية افتتاح التوسعة الجديدة للحي الجامعي بالناظور يعمق معاناة الطلبة ويهدد مسارهم الأكاديمي

تأخير عملية افتتاح التوسعة الجديدة للحي الجامعي بالناظور يعمق معاناة الطلبة ويهدد مسارهم الأكاديمي

أنفاس بريس 24: أيوب بن كرعوف/ متابعة
تعاني شريحة واسعة من الطلبة والطالبات المسجلين في الكلية المتعددة التخصصات بالناظور من تأخر وتماطل ملحوظ في افتتاح التوسعة الجديدة للحي الجامعي، وهو ما أثر بشكل كبير على مسارهم الأكاديمي. في الموسم الدراسي السابق، حيث حُرم المئات من هؤلاء الطلبة من الولوج إلى السكن الجامعي، الأمر الذي أثر بشكل مباشر على قدرتهم على متابعة دروسهم ومحاضراتهم بانتظام، نظراً لصعوبة التنقل اليومي والبحث عن سكن بديل.
كما ان التأخر في فتح هذه التوسعة الجديدة لا يمس فقط الطلبة المحليين، بل يمتد ليشمل شريحة واسعة من الطلبة القادمين من الأقاليم المجاورة، مثل الحسيمة والدريوش. هذه الفئة تعتمد بشكل كبير على خدمات الحي الجامعي لتأمين بيئة معيشية مناسبة تُعينهم على التركيز في دراستهم دون تحمل تكاليف سكن إضافية في مناطق بعيدة عن الكلية او بجوارها بأثمنة باهضة


إلى جانب هؤلاء، نجد طلبة المناطق المحيطة بالناظور الذين يواجهون تحديات كبيرة في إيجاد سكن قريب، ما يزيد من أعباءهم اليومية، سواء من حيث التكاليف أو الجهد البدني المبذول في التنقل. كما يُعتبر السكن الجامعي للعديد من هؤلاء الطلبة ليس مجرد رفاهية، بل ضرورة أساسية تحفظ لهم كرامتهم وتضمن استمرارهم في المسار الأكاديمي بسلاسة.
تجدر الإشارة ان خلال الموسم الجامعي الماضي، ناضل الطلبة بشكل جماعي من أجل تحقيق مطالبهم، ومن أبرزها التعجيل في عملية فتح التوسعة الجديدة للحي الجامعي. وقد تلقى الجسم الطلابي وعوداً من إدارة الحي الجامعي بأن التوسعة ستكون جاهزة لاستقبال الطلبة بحلول منتصف الموسم الجامعي 2023/2024. إلا أن هذه الوعود لم تُنفذ، ما أثار استياءً واسعاً بين الطلبة الذين باتوا يشعرون بأن حقوقهم تُهدر في ظل تماطل الإدارة.


من الجدير بالذكر أن التوسعة الجديدة للحي الجامعي قد اكتملت من حيث التجهيز، إذ تحتوي على كافة المرافق الضرورية والمعدات اللازمة لاستقبال الطلبة. ومع ذلك، لا يزال المسؤولون يتماطلون في اتخاذ قرار بفتح أبوابها بشكل فعلي، هذا ما يضع الطلبة في موقف صعب ويزيد من شعورهم بالتهميش.
وإلى جانب مشكل السكن، يعاني الطلبة أيضاً من التأخر في افتتاح المطعم الجامعي، وهو ما يزيد من أعبائهم المالية بشكل يومي. نظرا لإعتماد على الأكل الخارجي الذي يُكلف الطلبة مصاريف إضافية، قد تكون مرهقة بالنسبة لشريحة كبيرة منهم، خصوصاً القادمين من مناطق بعيدة والذين يعتمدون على المساعدات والمنح لتغطية تكاليف دراستهم ومعيشتهم.
كما ان غياب هذه الخدمات الأساسية يضع الطلبة في مواجهة تحديات اقتصادية واجتماعية كبيرة. فبدلاً من التركيز على التحصيل العلمي وتحقيق النجاح الأكاديمي، يجدون أنفسهم مضطرين لتدبير مصاريف إضافية قد تؤثر على أدائهم الدراسي وتضعف من قدرتهم على الاستمرار في المسار الجامعي.
إن التماطل المستمر من قبل إدارة الحي الجامعي في افتتاح التوسعة الجديدة يضرب بشكل مباشر في مصلحة الطلبة، خاصة وأن هذه التوسعة قد تم تجهيزها بالكامل. والتأخر في اتخاذ القرارات اللازمة لفتح الأبواب أمام الطلبة يشير إلى غياب الإرادة الحقيقية من الجهات المسؤولة لضمان حقوق الطلبة وتوفير بيئة تعليمية ومعيشية مناسبة لهم.
كما ان الطلبة الذين ينتظرون بفارغ الصبر افتتاح الحي الجامعي يشعرون بالإحباط والقلق من مستقبلهم الدراسي، إذ يرون أن الإدارة لا تلتزم بوعودها، ما يزيد من حدة الأزمة ويفتح المجال أمام احتجاجات طلابية جديدة.
وفي ظل هذا الوضع المقلق، يصبح من الضروري أن تتحرك الجهات المسؤولة بشكل عاجل لحل هذه الأزمة، لأن فتح التوسعة الجديدة للحي الجامعي وتوفير الخدمات الأساسية مثل المطعم الجامعي ليس فقط حقاً للطلبة، بل هو استثمار في مستقبلهم الأكاديمي والمجتمع بشكل عام.
هذا لأن الطلبة يمثلون الشريحة الأكثر حيوية في المجتمع المغربي، ويعتمد عليهم مستقبل البلاد في مختلف المجالات. لذلك، يجب أن تُمنح هذه الفئة الدعم الكامل والاهتمام اللازم لضمان استمراريتهم في التحصيل العلمي وتحقيق النجاح الأكاديمي دون معوقات .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى